نــــــــــــــــــــــــداء

 

 

إلى أبناء الأقاليم في مواقعهم المختلفة بداخل وخارج وطننا الحبيب, إلى أبناء القبائل في البدو والحضر علي السواء, إلى قادة المجتمع من أبناء بلدي في كل ركن من أركان الوطن العريض نساء ورجالا, إلى أحرار بلدنا الذين يعيشون استرقاقا جماعيا داخل وطنهم ونعم الوطن:

لقد تأكد بدون أدني شك أن وحدة دولتنا ووحدة أمتنا في خطر عظيم وأن شعبنا يكابد صعوبات متعددة, يفترش الهوان ويلتحف الذل ويقاسي الفقر ومضاعفاته ويعاني اضطهادا سياسيا وابتزازا اقتصاديا. فمن إذا لوحدة السودان وشعبه؟ ومن للمرضي والجوعي والفاقد التربوي والمشردين من الفقراء المستضعفين (الذين يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصيرا)؟ . إلى متي هذا السكوت علي الضياع وهذه الاستكانة والخضوع للمستعمر الجديد؟. لقد طال هتافنا لحكومات الإقليم الواحد ومطاوعتنا لها وطالت تبعيتنا العمياء للأحزاب السياسية وثقتنا المفرطة في قادتها, فماذا حصد أهلنا غير الفقر وماذا كسب شعبنا غير الاضطهاد والهوان والي ماذا انتهي إليه حال بلدنا العملاق غير التقزم والاتجاه نحو الانشطار والتلاشي؟.

أيها الأهل في كل أقاليم السودان: انتبهوا لحالكم وفكروا في أمركم وأوقفوا جميع الحروب الأهلية والخلافات الداخلية التي لا يستفيد منها إلا عدوكم المشترك وأصلحوا ذات بينكم وأجمعوا قوتكم ووحدوا صفكم وكونوا علي قلب رجل واحد منكم فان قوتكم في اتحادكم وضعفكم في اختلافكم وفشلكم في نزاعكم فيما بينكم (ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين). شمروا عن سواعد الجد واتجهوا نحو الخرطوم ارفعوا رؤوسكم عالية أرنو إلى الأفق البعيد ثم تقدموا. وجهوا جميع أسلحتكم نحو المستعمرين الجدد ولتكن المعركة حول القصر الجمهوري لا حول المراعي وموارد المياه الشحيحة. هدوه اهدموه لأنه رمز الفساد والاستبداد وقلعة الاستعمار وشيدوا مكانه قصرا للعدل والمساواة وانصبوا موازين القسط بين الناس وانصفوا الشعب المظلوم بيد الشعب لا بيد الأحزاب التقليدية التي لا تتقن إلا الفساد ولا بيد الحكومات العسكرية التي اعتادت علي قهر الشعب.

لقد آن لشعبنا أن يكسر بيديه قيود حريته وينهي احتكار سلطته ويوقف نهب ثروته ليكون سيد نفسه حاكما غير محكوم, ولا يكون ذلك إلا بثورة شعبية شاملة تقتلع جذور الاستبداد والطغيان السياسي والفساد المالي والأخلاقي من القواعد وبها يتولي الشعب أمره بنفسه ويقرر مصيره ويحدد مستقبل بلاده بذاته لأن الشعب يريد حلولا جذرية لا شعارات خادعة ولا وعودا كاذبة وتنازلات جزئية ووفاقا يمسح القطران علي الصوف ويكون دائما لصالح الحكام علي حساب الوطن والمواطن.

إذا الشعب يوما أراد الحياة       فلا بد أن يستجيب القدر

ولا  بد لليل  أن     ينجلي        ولا بد للقيد  أن ينكسر

 

 

 

Back