فقر في غياب تنمية

 

 

لقد جاء في تقرير الدولة الرسمي للأعوام 1998 – 1999 –2000م عبر وزارة التخطيط الاجتماعي والاستراتيجية القومية بأن نسبة الفقراء من أهل السودان الذين يعيشون الكفاف تحت حد الفقر تتراوح بين 90 – 92%. أما أساتذة الجامعات والباحثون الاقتصاديون والاجتماعيون فهم يرون إن نسبة الفقر في صفوف المواطنين أكبر من هذا التقدير الرسمي وكلا التقديرين يؤكد أن الشعب السوداني يعيش في محنة الفقر الذي ظل رسولنا صلي الله عليه وسلم يستعيذ منه طوال حياته. يحدث هذا في بلد حباه الله بثروة طبيعية ضخمة ة وأخري بشرية معتبرة فمن المسئول إذا عن هذه المصيبة التي وقع فيها شعبنا؟

قطعا الحكومات التي تعاقبت علي حكم البلاد هي المسئولة عن هذه المأساة لأنها ملكت مقاليد الأمور في البلاد ولأنها هي المسئولة عن التخطيط للتنمية وادارتها ولأنها هي المسئولة عن توفير أسباب نجاح التنمية وعلي رأسها تحقيق سلام اجتماعي عادل والتوسع في التعليم والتدريب وتوفير البنية التحتية الضرورية من طرق ومواصلات ووسائل اتصال وغيرها وسن القوانين المشجعة للتنمية وتوفير فرص العمل ولأنها هي المسئولة عن توفر الثروة وتوزيعها بين الناس بالعدل أولا وأخيرا.

إذا تذكر الشعب أنه قد جلس علي كرس حكم السودان 12 من رؤساء الجمهورية ورؤساء مجلس الوزراء السوداني وكلهم من إقليم واحد من أقاليم السودان الستة وأن الحكومات التي كونوها كانت علي ذات الشاكلة, علم أن الانفراد بالقرار والتخلي عن الشورى وترك مشاركة الأقاليم الأخرى في صناعة القرار أدي إلى فشل تام في إدارة إمكانات البلاد الكبيرة وجلب الحروب وأفقر المواطن كما أن احتكار مال الدولة بواسطة مجموعة صغيرة من الشعب السوداني العريض وعدم توزيعه بالعدل قد تسبب في تكدس الثروة وتراكمها في أيدي قلة ودخول العوز والفاقة إلى المجتمع السوداني.

 

 

 

Back