الخاتمة

 

 

بعد كل الذى تمت صياغته ، وما قمنا من نقل للواقع ، وابرزه بكامل الوضوح ، منطلقين من شعار واحد منشق من اسم من اسماء الله الحسنى الا وهو (( العدل )) .

فالعدل والمساواة هى طلبنا وبه تتحقق قيادة الاسلام لمناهج حياتنا ، بالقدوة الصالحة فى المجتمع الصالح . ودليلنا الى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم عن ربه فى الحديث القدسى عليه وسلم (( انصر اخاك ظالما او مظلوما )) ايان نصرته حينما يكون ظالما بان تأخذ بيده وترده الى جادة الصواب ، فالتفاوت بين حظوظ الولايات كان كبيرا عند الاستقلال ، وبدات خطوات التقارب فى السبعينات من القرن الماضى  ، الا ان الامر اختلف فى العقدين الاخيرين منه ، فقد تمركزت كل الخدمات وتركزت كل السلطات فى الشمال والوسط ، مما افرز نزوح مجموعات من الولايات الى الوسط وجزء الى الشمال . وكان النزوح بحثا عن الغذاء والامان ، وثم بحثا عن فرص افضل للحياة بقرب خدمات الصحة والتعليم والمياة النقية ، لانعدامها فى الريف وكذلك هربا من غوائل الحطم الاتحادى الذى لوح السلطة لابناء الولايات باليمين ، وقبض المال عنها ليستردها بالشمال ، فأوحت بذلك عن عجز كوادر الولايات ادارة أهليهم ، ونسوق هنا مثالين وهما :-

غرب دالافور وجنوب كردفان :-

حيث منع الاول حتى من مصاريف تسيير حكومته بحجج هى فى مقام العقوبات الجماعية ، وعندما تفجرت الاوضاع وتم تعليق سلطاته ومنحها للفريق الدابى ، منحت له السلطات تلك ومعها مبلغ من المال مفتوح البنود ، وباب الله برمة الذى حفيت قدماه فى درب صندوق دعم اولايات ولم يجد سوى الوعود ، حتى تم تعيين الوالى الجديد ومعه صك بقيمة رواتب المعليمين ومتاخراتهم ، ومتاخرات القطاعات الاخرى ، وتكاليف زفته للولاية التى تجاوزت التين عربة ففتحت المدارس فى اقل من اسبوعين من وصوله . وكان نصف او ربع ذاك المبلغ كفيل بمعالجة القضايا  ، ولكن الاهداف الخفية وقفت دون ذلك حتى يصل الحاكمون الى ما وصلوا اليه . ولايفوتنا ان نرصد هنا توجيها صريحا من احد اركان الحكم بالا يتم صرف اى مبلغ للغرب الا باذن مباشر منه شفاهة كانت ام كتابة ، ومازال الامر سارى المفعول .

ان مثل هذه القرارات ، ما هى الا دعوات صريحة للفتنة ، وتحطيم لسياج الوحدة ، ونعيب مستور يعنى كيانا قائما يقال له السودان . فمهما كانت المبررات سابقا والتى اجازت هيمنة عرق او جهة على مقدرات السودان ، فان الواقع اليوم يرفض تلك الهيمنة ، وندعو الاخوة ان يتنازلوا قليلا ، ويطرحوا حب الذات المدمر لها جانبا ، ويتيحوا الفرص الحرة للكفاءات والمواهب من المناطق الاخرى ان تجد حظها ، وان يبتعدوا من استغلال المواقع فى استلاب حقوق غيرهم أو تعطيل وصولهم إليها . وان يصدقوا مع الشعارات التى رفعوها .؟

فالعالم الاسلامى اليوم متعلق الانظار بالسودان ، ارتبطت اشواقه بنجاح التجربة فى السودان ، ودمار هذا النموذج لجناية كبرى على الاسلام والمسلمين . فندعو من بيدهم الامر الى كلمة سواء بيننا جميعا الا يظلم بعضنا بعضا ، ولايهضم له حقا ، ولا يقطع له سبيلا موصلة الى مصلحة ، لا تتعارض ومصالح الجماعة .

 

٭٭٭

ومعا الى الجزء الثانى من الكتاب ومزيد من التفصيل والتخصيص

تأليف

جماعة طلاب

الحق - والعدالة

Back